التدريب على رأس العمل فرصة مميّزة للمساهمة في خلق فرص عمل للشابات والمساهمة في نشر المعرفة حول عمل المؤسسات العاملة في فلسطين

لقد أتاح صندوق التشغيل، مشكورا، لجمعية التوفير والتسليف في رام الله فرصة تدريب خريجة من جامعة القدس لديها، مما أعطى الخريجة فرصة لخوض تجربة الحياة العملية، وساهم بتشكيل فكرة واضحة لديها حول التزامات العمل اليومي من حيث ساعات الدوام، والعملية الإنتاجية، كما مكّنها من الانخراط في العملية التنظيمية اليومية للعمل، والتدرّب على الجوانب الإدارية والمالية للجمعية. كما استطاعت اكتساب خبرة في التعامل مع الجمهور عبر الزيارات الميدانية للمواقع التابعة للجمعية والتعامل مع المراجعين، والتعرف على نشاطات الجمعية وآليات عملها بصورة عامة. مما زاد من قناعتها بأهمية تعزيز مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية من خلال رأس مالها الخاص.

وكما كان لعملية التدريب انعكاسها على المتدربة نفسها، فقد كان له انعكاس على الجمعية أيضا، حيث أدّى وجود مساعدة لمنسّقة الجمعية إلى اتاحة الوقت للمنسّقة لمتابعة عملها بشكل أكبر وأشمل على المستويات الجماهيرية والإدارية والتنظيمية من خلال توزيع أعباء العمل، مما أدّى إلى دقّة أكثر، وتقليص للأخطاء في المعاملات المالية والإدارية وإدخال البيانات وعمل التسويات، وبالتالي إنجاز اكثر بجودة أفضل، وخصوصا أن عبء عمل الجمعية كان يقع بمجمله على منسقة الجمعية، مما يضعها تحت ضغط كبير من حيث الوقت وحجم الإنجاز المطلوب، وقد يؤدي الى الوقوع بالأخطاء الناتجة عن العمل تحت الضّغط .

أما على الصعيد الشخصي للمتدربة، فإضافة الى اكتساب المهارات الإدارية والفنية المختلفة، سهّل لها انخراطها في الجمعية الحصول على قبول في برنامج الدراسات العليا، تخصص التنمية الريفية المستدامة في جامعة القدس، بتوصية من اتحاد الجمعيات التعاونية للتوفير والتسليف، وسيتركّز موضوع رسالتها حول دور جمعيات التوفير والتسليف بتعزيز دور المرأة الفلسطينية في الحياة الاقتصادية وبالتالي في عملية التنمية.

مما سبق، نثمّن هذا البرنامج، لما له من انعكاسات على الجيل الجديد من الخرّيجات، ولما يؤدي اليه من تعزيز روح العمل الجماعي التعاوني، وبناء مجتمع صحّي يتحدى الصعاب على كافة الأوجه السياسية والاقتصادية التي تواجه بالأخص جيل الشباب، الذي يواجه انحسارا لفرص العمل وتنافسا كبيرا عليها بالمجتمع الفلسطيني. كما سيساعد هذا البرنامج الجمعيات على تخفيف العبء عليها، وتمكينها من الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الفئات المستهدفة لما فيه الصالح العام.